عندما نسمع عن قيس وليلى 00 نتذكــّـر أعظم قصة حبّ في التاريخ 000
ذلك الحب الحقيقي الذي لم يتخلله الخيال 00
إنها قصة واقعية حدثت في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان 00
فمن رفوف مكتبتي اخترت لكم هذه القصيدة التي قالها قيس عندما
علم بمرض مجنونته ليلى بنت مهدي بن سعد العامريّة، المكناة ( بأمّ مالك )
إليكم القصيدة :
تـذكّـرت لـيـلـى والسـنـيـن الخـوالـيـاوأيـام لا أعـدى علـى الـدهـر عـاديـا
ويــوم كـظـلّ الـرمـح قـصـرت ظـلــهبليـلـى فلـهّـانـي ومـــا كـنــت لاهـيــا
فيـا ليـل كـم مـن حـاجـةٍ لــي مهـمّـةإذا جئـتـكـم بالـلـيـل لـــم أدرِ مـاهـيــا
خـلـيــلــيّ ألا تـبـكـيـانــي الــتــمـــسخلـيـلاً إذا أنـزفـت دمـعًــا بـكــى لـيــا
أنـــا أشـــرف الايــقــاع إلا صـبـابــةولا أنــشـــدُ الأشــعـــارَ إلاّ تــداويـــا
وقـــد يـجـمـع الله الشتيـتـيـن بـعـدمـايـظـنــان كـــــلّ الــظـــنّ ألاّ تـلاقــيــا
لـحــى الله أقــوامًــا يـقـولــون أنــنّــاوجدنـا طــوال الهـجـر للـحـب شافـيـا
وعـهـدي بليـلـى وهــي ذات مـؤصّــدتـــردّ عـلـيـنـا بـالـعـشـي الـمـواشـيـا
فشـب بـنـو ليـلـى وشــب بـنـو ابنـهـاوإعـلاق ليلـى فـي فـؤادي كمـا هـيـا
إذا مـــا جـلـسـنـا مـجـلـسًـا نـسـتـلـذهُتـواشــوا بـنــا حـتّــى أمـــلّ مـكـانـيـا
سـقـى الله جـــارات لـيـلـى تـبـاعـدتبهـنّ النـوى حيـث احتلـلـن المطالـيـا
بتمريـن لاحـت نـار ليـلـى وصحبـتـيبقرع العصا ترجـى المطـيّ الحوافيـا
فـقـال بصـبـر الـقـوم لمـحـة كـوكــبٍبـدا فـي سـواد الليـل مـن ذي يمانـيـا
فقـلـت لـهـم بــل نــار ليـلـى تـوقّــدتبعلـيـا تسـامـى ضـوؤهــا فـبــدا لـيــا
خـلـيـلــي لا والله لا أمــلـــك الـــــذيقضـى الله فــي ليـلـى ولا قـضـى لـيـا
قـضـاهـا لـغـيـري وابـتـلانـي بحـبّـهـافـهـلاّ بـشـيءٍ غـيـر لـيـلـى ابتـلانـيـا
وخـبــر تـمـانــي أنّ تـيـمــاء مــنــزللليلى إذا ما الصيـف ألقـى المراسيـا
فهذي شهور الصيف عنّا قد انقضـتفمـا للنـوى تـرمـي بليـلـى المرامـيـا
ولـــــــو أنّ واشٍ بـالـيــمــامــة دارهوداري بأعلى حضرموت اهتـدى ليـا
ومــاذا لـهــم لا أحـســن الله حـالـهـممـن الحـظ فـي تصريـم ليـلـى حبالـيـا
وقـد كنـت أعلـو حـبّ ليلـى فلـم يـزلبـي النقـض والإبــرام حـتّـى علانـيـا
فـيـا ربّ ســو الـحـبّ بـيـنـي وبيـنـهـايــكــون كـفـانــا لا عــلـــيّ ولا لــيـــا
فـمـا طـلـع النـجـم الــذي يُـهـدى بــهولا الصـبـح إلاّ هـيّـجـا ذكـرهــا لـيــا
ولا سِرتُ ميـلاً مـن دمشـق ولا بـدىسهـيـل لأهـــل الـشــام إلاّ بـــدا لـيــا
ولا سيمـت عـنـدي لـهـا مــن سيـمـةمــن الـنـاس إلاّ بــلّ دمـعــي ردائـيــا
ولا هـبّـت الـريـحُ الجـنـوب لأرضـهـامــن الـلـيـل إلاّ بـــثّ لـلـريـح حـانـيـا
فـإن تمنعـوا ليـلـى وتحـمـوا بـلادهـاعـلـيّ فـلـن تحـمـوا عـلـيّ القـوافـيـا
فـأشـهــدُ عــنــد الله أنّـــــي أحـبــهــافـهـذا لـهـا عـنـدي فـمـا عنـدهـا لـيـا
قضـى الله بالمـعـروف منـهـا لغيـرنـاوبالشـوق منّـي والغـرام قـضـى لـيـا
وأنّ الــــذي أمّــلــت يــــا أم مــالــكٍأشــاب فـــؤادي واسـتـهـان فـؤاديــا
أُعــــدُّ الـلـيـالـي لـيـلــة بــــع لـيــلــةٍوقــد عـشـتُ دهــرًا لا أعــدُّ الليالـيـا
وأخــرج مــن بـيـن الـبـيـوت لعـلّـنـيأحــدّثُ عـنـك النـفـس باللـيـل خـالـيـا
أرانــي إذا صـلّـيـت يـمـمـتُ نـحـوهـابوجهـي وإن كـان المُصـلّـى ورائـيـا
ومــابــيّ إشــــراكٌ ولــكـــنّ حـبّــهــاوعظم الجوى أعيَ الطبيـب المداويـا
أحبُّ من الأسمـاء مـا وافـق اسمهـاوأشـبـهــهُ أو كــــان مــنــه مـدانـيــا
خليلـي ليـلـى أكـبـر الـحـاج والمـنـىفمـن لــي بليـلـى أو فـمـن ذلّـهـا لـيـا
خليلـي مـا أرجـو مـن العيـش بعدمـاأرى حاجتـي تُشـرى ولا تُشتـرى ليـا
وتـجــزم لـيـلـى ثــــمّ تــزعــم أنــنّــيسلوت ولا يخفـى علـى النـاس مابيـا
فــلــم أرَ مثـلـيـنـا خـلـيـلـي صـبــابــةأشـدُّ عـلـى رغــم الأعــادي تصافـيـا
خلـيـلان لا تـرجـو اللـقـاء ولا تـــرىخـلـيـلـيــن إلاّ يـــرجـــوان تــلاقــيـــا
وإني لا أستحييـك أن تعـرض المنـىبوصلك أو أن تعرضي في المنى ليـا
يقـول عـلـيّ الـنـاس مجـنـون عـامـرٍيــروم سـلـوا قـلــت إنّـــي لـمــا يـيــا
بـي الـيـأس أو داء الهـيـام أصابـنـيفـإيّـاك عـنّـي لا يـكـن بـــك مـــا بـيــا
إذا مـا استطـال الـدهـرُ يــا أم مـالـكٍفـشـأنُ المنـايـا القاضـيـات وشـأنـيـا
إذا اكتحـلـت عيـنـي بعيـنـك لــم تــزلبخـيـر وجـلـت غـمـرة عـــن فـؤاديــا
فأنتِ التي إن شئـت اشقيـت عيشتـيوأنـتِ التـي إن شـئـت أنعـمـت بالـيـا
وأنـتِ التـي مامـن صديـقٍ ولا عــدويـرى نضـو مــا أبقـيـت إلاّ رثــى لـيـا
أمـضـروبـة لـيـلـى عـلــيّ أزورهــــاومُـتــخــذٍ ديـــــنٍ لــهـــا أن تـرانــيــا
إذا سرتُ في الأرض الفضاء رأيننيأصـانــع رحــلــيّ أن يـمـيــلَ حـالـيــا
يمـيـنًـا إذا كـانــت يمـيـنًـا وإن تـكــنشِمالاً ينازعنـي الهـوى مـن شماليـا
وإنّــي لأستغـشـى ومــا بــي نـعـسـةلـعــلّ خـيــالاً مـنــك يـلـقــى خـيـالـيـا
هــي السِّـحـرُ إلاّ أنّ للسِّـحـرِ رُقـيــةوإنّــي لا ألـقـى لـهــا الـدهــر راقـيــا
إذا نـحــنُ أدلـجـنــا وأنــــتِ أمـامـنــاكــفــي لمـطـايـانـا بــذكــراك هــاديــا
ألا أيهـا الركـب اليمانـيـون عـرّجـواعليـنـا فـقـد أمـســى هـوانــا يمـانـيـا
أسائلـكـم هــل ســال نـعـمـان بـعـدنـاوحــبّ إلـيـنـا بـطــن نـعـمـان واديـــا
وأبكيتمانـي وسـط صحبـي ولـم أكـنأبالـي دمـوع العيـن لـو كـنـت خالـيـا
ويــــا أيـتـهــا القـمـريّـتـان تـجــاوَبــابلحنـيـكـمـا ثــــمّ اسـجـعــا عـلـلانـيــا
فــإن أنـتـمـا استطربـتـمـا أو ردتـمــالـحـاقًـا بـأطــلال الـفـضـى فاتبعـانـيـا
ألا ليـت شعـري مـا لليـلـى ومــا لـيـاومـا للصبـا مـن بـعـد شـيـبٍ علانـيـا
ألا أيـهـا الـواشــي بلـيـلـى ألا تـــرىإلى مـن تشيهـا أو لمـن أنـت واشيـا
لـئـن ظـعـن الأحـبــابُ يـــا أمّ مـالــكٍفمـا ظعـنَ الحـبُّ الــذي فــي فـؤاديـا
فيـا ربّ إذ صيّـرت ليلـى هـي المُـنـىفـزنّــي بيعينـيـهـا كـمــا زنـتـهـا لـيــا
ويــا رفـقـة مــرّت بـجـرعـاء مـالــكتــؤم الحـمـى أنـضـاؤهـا والمطـالـيـا
ألــم تــرى أن الـحـيّ طــال نجيـبـهـملـلـيـلـى ولــبّــوا لـلــفــراق مـنــاديــا
ولـم أنـسَ يومًـا بالحمـى طـاب ظـلّـهونلنـا بـه عذبًـا مــن العـيـش صافـيـا
ذكرنا شكـاوى مـا لقينـا مـن الهـوىفـلـمّـا تصالـحـنـا نـسـيـنـا التـشـاكـيـا
علـى مثـل ليلـى يقتُـل المـرء نفـسـهوإن كنت من ليلى على اليأسِ طاويا
فـلا تطمعـوا فـي بـرء مـا بــي فـإنّـههو الـداء قـد أعيـا الطبيـب المداويـا
أبـــى الله أن يـخـفـى غــــرام وراءهدمــوع وأنـفـاس صـدعــن التـراقـيـا
فـبـلّــغ نــدامــاي الــذيـــن تـوقّــعــوالـقـائـي بــعــد الــيــوم أن لا تـلاقـيــا
خلـيـلـي إن ضــنُّــوا بـلـيـلـى فـقـرِّبــالـي النعـش والأكفـان واستغفـرا ليـا